- 20 نيسان/أبريل 2021
- 1566
الجمهورية التركية وجهة الجاليات العربية.. لماذا؟
أسباب كثيرة جعلت الجاليات العربية تتخذ من الجمهورية التركية قبلة لها للبحث عن فرص جديدة، خاصة بعد حالة التردي وعدم الاستقرار التي تعيشها بعض الدول العربية، وفي هذا السياق يوجد العديد من الخيارات سواء قضاء العطلة بتركيا أو الاستقرار فيها أو الاستثمار بها، فقد تأتي إلى تركيا كسائح للترفيه أو متعلم أو للسياحة العلاجية أو مستثمر بأحد المجالات الاستثمارية (العقارات – التجارة – الاستيراد والتصدير – …)، خاصة بعد تقديم الدولة التركية للعديد من التسهيلات والامتيازات لأصحاب الاستثمارات، كما أنها قد هيأت الظروف التي شجعت المستثمر على اصطحاب عائلته والإقامة في تركيا للاستقرار أو حتى قضاء أوقات الصيف والإجازات.
فما هي أهم الأسباب التي دفعت العائلات العربية للانتقال إلى تركيا سواءً للإقامة أو الاستثمار؟
الموقع الجغرافي
اقتراب الجمهورية التركية من الدول العربية جعلها مكانًا جذابًا، كما أن مناخها رائق وطبيعتها خلابة، ما جذب الكثير من الجاليات العربية للإقامة والاستقرار في مدنها، بالإضافة إلى أنها تقع على حدود الوطن العربي (العراق و سوريا)، كما أن بقية الدول لا تبعد عنها سوى ساعتين أو 4 ساعات بالطيران.
الاستثمار في تركيا
انتشرت في الآونة الأخيرة الكثير من الاستثمارات التي يقوم بها العرب في تركيا، وهي استثمارات كبرى ناجحة وفي قطاعات متعددة، كقطاع الصناعة والتجارة وقطاع السياحة والفنادق وقطاع التعليم وقطاع الاستثمار العقاري والاستثمار في الأراضي الزراعية، ويزدهر هذا الأخير خاصة نتيجة المزايا والفرص التي يحصل عليها مُلّاك العقارات من الأجانب في تركيا، وأهمها الحصول على الجنسية التركية في حال كانت قيمة العقار 250 ألف دولار أو أكثر، وإن كانت أقل من ذلك فيحق له الحصول على إقامة عقارية هو وعائلته طوال فترة امتلاكه للعقار.
انخفاض التكاليف
تتمتع تركيا بأنها دولة تعتمد بشكل رئيسي على إنتاجها المحلي في كثير من المنتجات، لذلك تعتبر أبرز الاحتياجات اليومية فيها منخفضة الأسعار مقارنة مع غيرها من الدول الأوروبية، وكذلك بالنسبة للسكن حيث أن أسعار استئجار المنازل للسكن تعتبر جيدة وتناسب الجاليات العربية ما جعلهم يفكرون بالاستقرار أكثر من ذي قبل.
القوانين التركية
تتيح القوانين التركية عددًا من الامتيازات للأجانب من الجاليات العربية، فمثلًا هناك بطاقة الهلال الأحمر التركي الخاص باللاجئين السوريين والت تقدّم لهم دعمًا نقديًا، كما أن هناك توفير للخدمات الصحية والتعليم المجاني، كما أن هناك عددًا من القوانين التي تمنح الامتيازات للمستثمرين بالمجالات المختلفة بهدف جذب الاستثمارات الأجنبية.
الزيادة السكانية وتوفر الأيدي العاملة
تحظى تركيا بتضخم سكاني كبير خاصة في المدن الكبرى كإسطنبول و أنقرة وإزمير وغيرها، والتي تعتبر مراكز للتجمعات السكانية التركية وحتى مركز لتجمع الجاليات العربية، وبالتالي توفر أيدي عاملة كثيفة متوفرة (بأجور ليست مرتفعة) في حال إنشاء مصانع أو شركات، مما يساعد المستثمرين على إيجاد بيئة سهلة وخصبة لإنشاء مشروعاتهم وتوسيعها.
الهوية الإسلامية
الكثير من الجاليات العربية تتجه نحو تركيا لوجود الحاضنة الدينية فيها وانتشار المساجد في أرجائها، الأمر الذي شجع الكثير للاستقرار والإقامة فيها للحفاظ على هوية أبنائهم من الضياع، بالإضافة إلى وجود حريات دينية وسياسية ومجتمعية، ما يتيح الفرصة لوجود بيئة رحبة تسع الجميع تستطيع العائلات العربية الانتقال إليها والاندماج فيها.
انخفاض قيمة الضرائب الحكومية
قيمة الضريبة التي كانت تدفعها الشركات القائمة في تركيا سابقًا تصل إلى 33%، أما في الوقت الحالي فقد انخفضت إلى 20%، كما تقدم الجمهورية التركية الكثير من المزايا والحوافز الضريبية للشركات، هذا إلى جانب وجود المناطق الحرة، حيث تدعم تركيا كافة الجهود لجذب الاستثمارات والارتقاء بالدولة.
البنى التحتية
يعرف عن تركيا بأنها بلد ساحلية وجبلية في نفس الوقت لكنها تتمتع ببنى تحتية راقية جدًا متطورة تقنيًا، ما يجعل المستثمر والمقيم فيها يجدها مساحة مناسبة للاستقرار والنمو والاستدامة، كما تتميز بشبكة مواصلات ونقل كبرى فتتعدد وسائل المواصلات فيها بأسعار معقولة برًا وبحرًا، هذا إلى جانب الجسور والطرق والأنفاق وآليات صرف مياه الأمطار والتي هي على أعلى مستوى عالمي، وأيضًا شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية منخفضة الأسعار.
الجانب الصحي والتعليمي
تعد تركيا قبلة للسياحة العلاجية والتداوي من كثير من الأمراض والمشكلات الصحية، حيث تتعدد المراكز الصحية والمستشفيات ذات الجودة العالية، كما أن التعليم فيها مزدهر بأكثر من 200 جامعة تركية ومدارس متعددة الطرق واللغات، كما أسس العرب فيها العديد من المدارس العربية التي تشرف عليها الدولة التركية وتمنحها الترخيص من أجل طلاب تلك الجاليات، وتفتح أبواب جامعاتها في وجوه كل يريد استكمال درجته العلمية بتكاليف مخفضة، فهي تحوي بيئات تعليمية مشجعة يستطيع الطلاب الاندماج فيها والتطور بسرعة؛ ما شجع العديد من العائلات على الاستقرار بأبنائهم هناك.
تنوع وانتشار الجاليات العربية في تركيا
تحظى تركيا بشكل عام ومدينة إسطنبول بشكل خاص بحاضنة عربية كبيرة، خاصة بعد موجات الهجرة والنزوح في السنوات الأخيرة، وذلك لأن الشعب التركي هو قريب فعليًا من الثقافة والعادات العربية مقارنة بالدول الأوربية، حيث يوجد الآن حوالي 5 مليون عربي في تركيا.
هذه الأسباب المتنوعة جذبت الكثير من الجاليات العربية للإقامة والاستثمار في الجمهورية التركية، حيث يفضلونها كمكان يستطيع أن يكون مساحة لعيش كريم يستوعب قدراتهم وطاقاتهم، فيستفيدون من الفرص والمزايا التي تتوافر فيها.
عقارات مشابهة
18 تشرين أول/أكتوبر 2023
مستقبل الاستثمار العقاري في تركيا: فرص لا تُفوت
اكتشف معنا مستقبل الاستثمار العقاري في تركيا والعوامل المؤثرة في هذا السوق الواعد. تعرف على البرامج المثيرة للحصول على الجنسية التركية من خلال الاستثمار العقاري...
اقرأ المزيد17 تشرين أول/أكتوبر 2023
ما هو الطابو وما أنواعه في تركيا
في تركيا، يُعد الطابو وثيقة قانونية هامة لتحديد ملكية الأرض. يحتوي الطابو على معلومات مثل حجم الأرض، والحدود، والمالك الأصلي، وأي حقوق أخرى تتعلق بالملكية. تلعب...
اقرأ المزيد