مدينة المآذن “إسطنبول” أو بلد المساجد “تركيا”، هذه أسماء أطلقها زائرو هذا البلد لما تتميز به من مآذن ومساجد بطول البلاد وعرضها، أغلبها إن لم يكن كلها ذات طراز معماري وتصميم هندسي فريد، ما جعل الكثير من مساجد تركيا تحظى بشهرة عالمية في الدول الإسلامية، ذلك أن المساجد فعليًا مخدومة بشكل جيد جدًا وتحظى برعاية واعتناء خاص من الدولة، وقد بلغ عدد المساجد في تركيا بحسب وزارة الأوقاف التركية 84 ألف و684 مسجدًا موزعين في الولايات التركية المختلفة، إليكم آلية توزيع تلك المساجد وأهمها بهذا المقال.

تنوع عمارة المساجد وتعددها في تلك الولايات أكسبها شهرة وجعلها مقصدًا للكثير من السياح المسلمين وحتى غير المسلمين، لما تتمتع به من إرث ديني وتاريخي يعود إلى مئات السنين، حيث يبلغ عدد المساجد في ولاية إسطنبول 3 آلاف و 190 مسجدًا حتى قيل عنها أنها “مدينة المآذن” لاحتوائها على أكبر عدد من المساجد والمآذن في الدولة، أما فيما يخص المرتبة الثانية بعدد المساجد فقد حظيت ولاية قونية بذلك الشرف ووصل عدد المساجد فيها إلى 3 آلاف و87 مسجدًا، في حين وصلت مساجد العاصمة أنقرة إلى 2875 مسجدًا، أما في الشمال التركي وفي ولاية سامسون بالتحديد فقد وصل عدد المساجد إلى ألفين و639 مسجدًا.

أهم مساجد إسطنبول

مسجد الفاتح

من أشهر مساجد إسطنبول يعتبر هذا المسجد من أقدم المساجد التي أمر ببنائها السلطان محمد الفاتح بعد الفتح الإسلامي لمدينة إسطنبول عام 1453م، وقد بُني على أحد التلال السبع التي تطل على المدينة على امتداد القرن الذهبي سنة 1463 وتم الانتهاء من بنائه عام 1470م، ويحتوي المسجد على مئذنتان وزخارف خطية تزين المنبر، أما محيط المسجد فيتميز بآيات قرآنية وأحاديث نبوية تزين الجدران الداخلية له، بالإضافة إلى ذلك يتوسطه أيضا مكان للوضوء، وفي الناحية الجنوبية للمسجد يوجد قبر السلطان محمد الفاتح الذي يحيط به سور زجاجي مزخرف، هذه الأهمية التاريخية والدينية لجامع الفاتح جعله محط جذب للكثير من السياح حول العالم، بالإضافة إلى أنه يتوسط مدينة إسطنبول.

مسجد آيا صوفيا الكبير

من أكثر مساجد إسطنبول زيارة, خمس سنوات استغرقت عملية بناء الكنيسة والتي تحولت بعد الفتح إلى مسجد آيا صوفيا الكبير الذي يبلغ طوله حوالي 82 مترًا وعرضه 73 مترًا وارتفاعه 55 مترًا، ويحتوي هذا الجامع على أربعة مآذن أسطوانية الشكل وقبة كبيرة يصل قطرها إلى 32 مترًا، وارتفاعها 55.6 متر، وتقوم على 4 أعمدة يبلغ ارتفاع كل عمود حوالي 24.3 متر، وتتزين تلك الأعمدة بزخارف عثمانية من كتابات أبرز الخطاطين العثمانيين في وقت الفتح مع تغطية سطحها بأحجار الفسيفساء ذات الأحجار الملونة اللامعة، وتدخل إلى ذلك الجمال المهيب عبر تسعة أبواب تحيط بالمسجد.

مسجد السلطان أيوب

يعتبر من أقدم مساجد إسطنبول التي بنيت في الشق الأوروبي من مدينة إسطنبول، وأول مسجد بني بعد فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح وذلك عام 1453، وقد عثر “آق شمس الدين” خارج مجمع المسجد وفي محيط ساحته على قبر كُتب عليه “هذا قبر أبي أيوب الأنصاري”، كما يحتوي مسجد السلطان أيوب على بعض مقتنيات الرسول صلى الله عليه وسلم في مقام خارج المسجد.

مسجد السلطان أحمد “الجامع الأزرق”

تعددت أسماؤه لأن لكل منها لغز خلفها، فسمي بالسلطان أحمد لأنه قد تم بناؤه في عهد السلطان أحمد الأول، أما عن سبب تسميته بالجامع الأزرق لاحتواء جدرانه الداخلية على  أكثر من 20 ألف قطعة من بلاط الأزنيك منقوشة يدويًا باللون الأزرق المزخرف، ويُعرف هذا المسجد بفنونه المعمارية التي تعود إلى العصور البيزنطية والعثمانية ويحتوي على 6 مآذن، ويصل ارتفاعه إلى 43 مترًا وفيه حوالي 200 نافذة.

مسجد تشاملجا

اكبر مساجد إسطنبول سمي في تركيا “بالمسجد العملاق” وذلك لارتفاع مآذنه، أربعة منها تصل إلى 107 متر واثنتين بطول 90 مترًا، فيما يبلغ ارتفاع القبة فيه نحو 72 مترًا وبقطر يصل إلى 34 مترًا، أما مساحته الكلية 15 ألف متر مربع، وتتسع باحات المسجد إلى ما يزيد عن 90 ألف مصلِ، بالإضافة إلى ذلك لا يقتصر على كونه مسجدًا فقط إنما أيضًا يضم بين ساحاته قاعات محاضرات ومكتبة كبيرة ومتحف خاص بالفنون الإسلامية ويحتوي بعض المشغولات الفنية الإسلامية، ويتربع مسجد تشاملجا على تلة تشاملجا الخضراء في الجانب الآسيوي المطلة على مضيق البسفور.

مسجد السليمانية

تم تشييد هذا المسجد في عهد السلطان سليمان القانوني، في الفترة ما بين 1550 و1557 على طريقة الطراز العثماني الكلاسيكي، وتطل مآذنه الأربعة على مضيق البسفور، في ذلك العهد كانت تبنى عدد المآذن نسبة إلى ترتيب السلطان بغيره من السلاطين فكان سليمان القانوني هو الرابع من السلاطين بعد الفتح، كما يحتوي المسجد على 10 شرفات نسبة إلى ترتيب السلطان ما بين سلاطين الدولة العثمانية ككل، وما يميز مسجد السليمانية عن غيره من المساجد هو أنه تم بناؤه بطريقة تعكس صدى الأصوات بداخله، وكان ذلك حينما وضع المهندس المعماري سنان مكعبات مفرغة حول محيط القبة وفي نقاط متعددة بمحيط المسجد.

هكذا مساجد تركيا وخاصة مساجد إسطنبول تحفًا فنية ومعمارية خالدة، تعكس أصالة الماضي وتمنح الروح للمستقبل، إياك أن تفوتك زيارة هذه المساجد التي تحكي مجد حضارتنا.

مقالة مساجد إسطنبول مقدمة من ديار جروب للاستثمار والتطوير العقاري تواصل معنا الان للحصول على ستشارة عقاريه مجانية