- 26 شباط/فبراير 2022
- 1337
اسطنبول الحياة الأوروبية بنكهة إسلامية
نتعرف في هذا المقال عن أهم مميزات مدينة اسطنبول بمقوماتها الحضارية والثقافية
إسطنبول الحياة الأوروبية بنكهة إسلامية
مدينة القارتين ذات المقومات الأوروبية والطابع الإسلامي
إسطنبول، المدينة التي لا يمكن أن تنسى زيارتك لها ويتملكك الشعور بأنها قلب العالم الذي ينبض بالحياة، تربط أطراف القارة الأوروبية والآسيوية ببعضها البعض فهي المدينة الوحيدة في العالم التي تجمع ما بين قارتين.
الحياة في إسطنبول متعة لكل شخص يسكن في هذه المدينة التي تكتنف الحضارة المتأصلة في حنايا المدينة العريقة التي يمتد تاريخها لأمد بعيد، حيث تتالت الحضارات التي سكنت هذه البقعة واستوطنت أرجائها وقليل منها من ترك أثراً بالغاً في التراث العمراني والحضاري والثقافي.
اتخذت المدينة عدة مظاهر وكان لها طابع حضاري عريق ولكن الطابع الأكثر بروزاً وامتداداً منذ عهد السلطنة العثمانية وبعد فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح، فقد أخذت المدينة طابعاً إسلامياً حيث أصبحت منذ ذلك التاريخ عاصمة الخلافة الإسلامية.
أما ما سنتعرف عليه في مقالنا هذا فهو مقومات مدينة إسطنبول التي أدت لاستقطاب الجاليات العربية والإسلامية، والنواحي الحضارية والثقافية التي تتميز في مدينة إسطنبول، إضافة إلى أهم العوامل التي ساهمت في إرساء الطابع الثقافي المميز لإسطنبول حيث تحتضن ثقافة إسلامية وطابع حياة أوروبي.
مقومات إسطنبول الجذابة:
مدينة إسطنبول ليست عادية تترك أثراً بالغاً لمن يمر بها ولا سيما أن كل من زارها يحلم بالعودة إليها ومن يقطنها يشعر بأنه يسكن قلب العالم وعاصمة الكرة الأرضية.
شهدت إسطنبول إقبالاً جماهيرياً ولا تزال تستقطب الأجانب الراغبين في الاستثمار العقاري ورجال الأعمال الذين يسعون إلى تطوير أعمالهم لما تتميز به إسطنبول من خصائص عدة كتوسطها بين قارتي آسيا وأوروبا ومضيق البوسفور الذي يقسم بين شطريها ويعتبر من أهم المضائق البحرية لتجارة أوروبا وروسيا ودول البحر المتوسط، هذا على صعيد التجارة وتطوير الأعمال ولا بد من ذكر أن إسطنبول تتميز أيضاً ببنية تحتية متطورة تتمثل بالجسور والطرقات (منها الدولية) وأهم خطوط النقل والمواصلات كما تعتبر من أكثر المدن تطوراً لتوفر بنية تحتية تكنولوجية حديثة فيها.
شعبياً تستقطب إسطنبول جنسيات مختلفة ولكن كان للجنسيات العربية الحظوة الأكبر ونعزي الأمر إلى تقارب الثقافات بين الشعب التركي والعربي الذي يتشارك العديد من العادات والتقاليد، منها التي تتمثل بالعادات الغذائية فالأكلات الشعبية وأصناف الطعام التي تتميز في إسطنبول وتقدمها العديد من المطاعم التركية تعتبر محطة يجب المرور بها عند زيارة إسطنبول أو السكن فيها.
كما أنك لا تشعر بالغربة في شوارع إسطنبول حيث كل ما يحيط بك يشعرك بالترحاب ويلعب دوراً في هذا الأمر التقارب الثقافي وطبيعة الشعب التركي البسيط الذي لا يزال يحافظ على عادات الترحيب بكبار السن والأطفال واحترام خصوصية المرأة.
بالإضافة لما سبق تتميز إسطنبول بطابعها الإسلامي حيث أن انتشار المساجد بأحيائها وشوارعها والاهتمام بها حيث أنها لا تقتصر فقط على العبادة فهي مقصداً سياحياً أيضاً حتى لغير المسلمين، فمعظم مساجد إسطنبول تاريخية تتميز بطابع عمراني فريد تجد في زواياه روحانية وهدوءً نفسياً.
التطور العمراني في إسطنبول من أهم عوامل الجذب التي يمكن ذكرها في حديثنا عن المدينة التي تستقطب العديد من الراغبين في السكن والاستثمار العقاري وذلك بسبب الثورة في مجال العقارات التي شهدتها المدينة خلال العشرون عاماً الماضية بالإضافة إلى التسهيلات الحكومية التي ساهمت في ارتقاء هذا القطاع الهام على مستوى المدينة والدولة التركية بشكل عام.
يمكن القول إن أهم ما ساهم في استقطاب الاستثمارات العقارية الأجنبية إلى إسطنبول هو الخيارات السكنية المتعددة ونوعيتها من حيث الخدمات وأسلوب الحياة الراقي الذي تتيحه هذه المجمعات في أرجائها.
ولا بد من الإشارة إلى أن معظم المشاريع العقارية في إسطنبول تتميز بطابع الفخامة حيث توفر أفضل تجربة في الإقامة وتشعر أنك في منتجع صحي متعدد الخدمات فمن الساونا إلى البخار ثم الحمام التركي تمكنك من الاستجمام داخل مجمعك السكني دون الحاجة إلى الاشتراكات في المنتجعات للتمتع بهذه الخدمة، كما تعتني معظم المشاريع العقارية بالمساحات الخضراء والملاعب الرياضية التي تغطي كافة الاهتمامات الرياضية التي يمكن أن تحلم بها كملاعب كرة السلة وكرة القدم والكرة الطائرة وغيرها الكثير من الأنشطة الرياضية، وكل ما سبق متوفر في مكان واحد يسمى المرافق الخدمية الخاصة بالمشروع العقاري.
لا تقتصر فقط الخدمات على الأمور الترفيهية فتوفر بعض المشاريع مرافق خدمية فيتوفر في بعض المشاريع العقارية الجديدة مساجد خاصة، روضات أطفال ومستوصفات خاصة لسكان المشروع العقاري.
النواحي الحضارية والثقافية التي تتميز بها مدينة إسطنبول:
إسطنبول حاضنة الثقافات المتعددة مزيج من الشرق والغرب في آن واحد ويمكننا وصفها بسلة الفاكهة المنوعة التي تضم أطعم الثمار وأحلاها، وبالفعل هي كذلك فالثقافات المتنوعة التي يمكن أن تجدها في إسطنبول لا يمكن أن تقابل مثيلاً لها في مدن أخرى فهناك العديد من الجاليات الآسيوية والأوروبية والعربية والأفريقية تجتمع في إسطنبول وتتواصل مع بعضها البعض حتى مع اختلاف اللغات والثقافات فيما بينها إلا أنه يبقى الرابط فيما بينها المدينة التاريخية الآسرة إسطنبول.
تحتضن إسطنبول المعارض الدولية الثقافية والتكنولوجية فقد أقيم فيها معرض الكتاب العربي في العام الماضي 2021، هذا المعرض هو حدث ثقافي مميز في هذه المدينة التركية التي تستقطب أكثر من 5 ملايين من أبناء الجالية العربية، وقال ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي في افتتاح الدورة السادسة لمعرض الكتاب العربي:" هذه الفعالية التي وصلت للنسخة السادسة لم نكن نتوقع وصولها لهذه المرحلة في هذه المدينة، التي خدمت حضارة الإسلام وتستحق أن تكون مركزا وعاصمة للثقافة وفكرة ونهضة أمة الإسلام من جديد".
كما استضافت مدينة إسطنبول في نوفمبر 2021 أيضاً معرض المنتجات الحلال (اكسبو حلال) بمشاركة دولية تتضمن وفوداً من أكثر من 25 دولة وهو من ضمن نشاطات منظمة التعاون الإسلامي، وهو النشاط الذي يدعم المنتجين للأغذية الحلال من مختلف الدول الإسلامية.
ويعد المعرض الأكبر من نوعه عالميًا في مجال منتجات الحلال، وقد تضمن لقاءات تعزز من مكانة قطاع المنتجات الحلال حول العالم وتضمنت أيضاً بين اجتماعات تسويقية وتجارية بين الوفود التي حضرت في المعرض.
أهم العوامل التي ساهمت في إرساء الطابع الثقافي لمدينة إسطنبول الحياة الأوروبية بنكهتها الإسلامية:
من الجدير ذكره أن طبيعة مدينة إسطنبول الثقافية والتي تعتمد على مكون انساني متنوع ساهمت في إرساء نوع من ثقافة القبول الديني لدى عامة ساكني هذه البقعة الجغرافية، فتتميز المساجد في إسطنبول بتوفر مدارس دينية لتحفيظ القرآن وهي آلية تم اعتمادها حكومياً لإعادة ربط الشعب التركي بجذوره الدينية المتأصلة وعلى سبيل الذكر تم تخريج 12 ألف حافظ للقرآن خلال عام 2021 فقط.
يظهر دائماً لدى ساكني المدينة صفة الاحترام والتبجيل للمظاهر الإسلامية والتي تتمثل بالصلوات والأعياد كما تتمثل بالعناية بالمراكز الدينية من ناحية الاهتمام بنظافتها ونظافة محيطها ومرافقها التي تسمح لك بقضاء أوقات تسمو بها إلى السكينة والروحانية.
كما تتمتع إسطنبول بطابع أوروبي مميز حيث يمكنك الشعور بالحياة المتدفقة في شوارع المدينة من خلال وسائل المواصلات المتطورة والشوارع ذات التنظيم المدني المميز والطابع العمراني الأنيق في أحيائها كما أن العلامات التجارية العالمية الأوروبية وغيرها تنتشر في أسواقها ومولاتها في مختلف مناطقها، وللموضة في إسطنبول طابع آخر حيث أن قربها من القارة الأوروبية جعلها تتأثر بالثقافة الأوروبية في الملبس وطابع الحياة البسيط والغير المترف والذي يتجه إلى المرونة والبساطة، ولهذا الطابع رونقه الخاص وتأثيره في الطابع الثقافي الاسطنبولي الذي يوازن بين الحياة الأوروبية والطابع الإسلامي المتزن.
الحياة في إسطنبول تجربة فريدة وغاية يطمح لها من لديه رؤية مستقبلية ثاقبة، وإذا أردنا أن نلخص إسطنبول بكلمة وهي من الأمور الصعبة للغاية يمكن أن نأخذ بمقولة نابليون بونابرت الأول والذي قال: «لو كان العالم كله دولةً واحدة، لكانت إسطنبول عاصمتها.»
تحرير مجموعة ديار العقارية®
عقارات مشابهة
18 تشرين أول/أكتوبر 2023
مستقبل الاستثمار العقاري في تركيا: فرص لا تُفوت
اكتشف معنا مستقبل الاستثمار العقاري في تركيا والعوامل المؤثرة في هذا السوق الواعد. تعرف على البرامج المثيرة للحصول على الجنسية التركية من خلال الاستثمار العقاري...
اقرأ المزيد17 تشرين أول/أكتوبر 2023
ما هو الطابو وما أنواعه في تركيا
في تركيا، يُعد الطابو وثيقة قانونية هامة لتحديد ملكية الأرض. يحتوي الطابو على معلومات مثل حجم الأرض، والحدود، والمالك الأصلي، وأي حقوق أخرى تتعلق بالملكية. تلعب...
اقرأ المزيد